النهار
اسبانيا: خلية غير لبنانية ودعم من منظمتين وراء التفجير
كوسران ينقل اليوم الدعوات إلى الحوار
السعودية تحذّر من أخطار على القيادات
على رغم حرص فرنسا على اضفاء طابع "غير رسمي" على طاولة الحوار بين ممثلي القوى اللبنانية في باريس في 15 و16 من الجاري، يبدو ان المبادرة الفرنسية ستشكل فرصة جديدة لاعادة تحريك الجمود السياسي الداخلي في مرحلة الاستعدادات لعقد اللقاء الحواري في باريس وخلال انعقاده.
ويصل اليوم الى بيروت موفد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير السفير السابق جان – كلود كوسران لتسليم الدعوات الى الافرقاء اللبنانيين، علما ان هذه الدعوات ستشمل ممثلي 14 زعيما وقطباً من اركان الحوار الوطني اللبناني الذي انعقد العام الماضي، اضافة الى نحو خمسة ممثلين للمجتمع المدني. وهذه المرة الثانية في اقل من شهر يحضر كوسران الى بيروت تمهيدا لعقد اللقاء الحواري، وينتظر ان تتناول محادثاته مع الشخصيات السياسية التي سيلتقيها الاطار الذي رسمته الخارجية الفرنسية لمبادرتها وكذلك آخر التطورات الداخلية سياسيا وامنيا.
وعشية وصول كوسران الى بيروت تلقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالا هاتفيا من الوزير كوشنير تناول التطورات اللبنانية ومهمة كوسران. وافاد مراسل "النهار" في باريس سمير تويني مساء امس ان كوسران توجه الى لبنان لاكمال مشاوراته ودعوة ممثلي القوى السياسية الى حضور الطاولة المستديرة التي تعلق باريس اهمية عليها لكسر الجليد بين الافرقاء السياسيين. وستستمر زيارته لبيروت اياما.
وسئلت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني في امس عن اتهام السلطات الاميركية "حزب الله" بالتعاون مع "جيش المهدي" في العراق، فاجابت: "ليس لدينا اي علم بهذه التصريحات". واعتبرت ان الحوار بين الولايات المتحدة وايران "يجب ان يستمر في شأن العراق". واشارت الى ان "الكلام الذي صدر لن يؤثر على دعوة حزب الله الى المشاركة في اللقاء غير الرسمي الذي تحضر له باريس منتصف تموز الجاري". واضافت ان "هدف فرنسا هو تشجيع عودة الحوار بين القوى السياسية في لبنان وسندعو جميع الممثلين للقوى السياسية على الساحة اللبنانية". واوضحت ان "باريس مستمرة في التحضير لهذا المؤتمر وسيعلن قريبا برنامج اللقاء". كذلك رفضت التعليق على القرار الصادر عن البيت الابيض والذي منع سياسيين لبنانيين وسوريين من دخول الاراضي الاميركية.
واعلنت اندرياني من جهة اخرى ان السلطات الفرنسية اخذت علما بالتقرير الذي اصدره الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون عن تنفيذ القرار 1701 و"ستحدد موقفها منه بعد التشاور مع حلفائها قبل الاستشارات المتوقعة منتصف تموز داخل مجلس الامن". وتشاطر باريس الامين العام موقفه من عدم احراز اي تقدم نحو حل على المدى البعيد ما لم تبت مواضيع اساسية مهمة كالافراج عن الاسيرين الاسرائيليين لدى "حزب الله" والسجناء اللبنانيين في السجون الاسرائيلية، والاحترام التام للحظر على السلاح ووقف تحليق الطائرات الحربية الاسرائيلية في الاجواء اللبنانية وايجاد حل لمزارع شبعا.
وقالت: "ان فرنسا تتابع بقلق مسألة عدم احترام الحظر على السلاح وعمليات تهريب الاسلحة على الحدود اللبنانية – السورية وأهمية تأمين مراقبة للحدود بناء على التقرير الذي قدمته بعثة مستقلة للامم المتحدة".
على ان كوسران لن يكون الموفد الاوروبي الوحيد الذي يزور بيروت اليوم، ذلك ان عدداً من وزراء الدفاع الاوروبيين بدأوا بالتوافد تباعاً الى لبنان في اطار مختلف يتصل بتداعيات التفجير الارهابي الذي استهدف الوحدة الاسبانية العاملة ضمن "اليونيفيل" في الجنوب في 24 حزيران الماضي وأدى الى مقتل ستة جنود. وفي هذا الاطار وصل أمس وزير الدفاع البلجيكي اندره فلاهو لتفقد كتيبة بلاده في الجنوب واجراء محادثات مع عدد من المسؤولين وكذلك مع رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد. وعلى لائحة الزوار في اطار مماثل، وزير الدفاع الايطالي بيرتو باريزي الذي يصل غداً، ثم وزير الدفاع اللوكسمبورجي جان – لوش شيلتز، كما يصل في 14 تموز وزير الدفاع الفرنسي إرفيه موران في زيارته الأولى منذ تسلمه مهماته.
التحقيق الاسباني
وهذه الحركة اللافتة لوزراء دفاع اوروبيين تشارك بلدانهم في "اليونيفيل" تتزامن مع ترجيح وزير الدفاع الاسباني خوسيه انطونيو الونزو امس ان تكون "خلية ارهابية تتألف من غير لبنانيين" وراء الاعتداء بسيارة مفخخة على دورية اسبانية في الجنوب.
وقال في كلمة القاها امام مجلس النواب في مدريد إن "الفرضية الاكثر ترجيحاً ان تكون المجموعة المسؤولة عن الاعتداء خلية ارهابية تضم اشخاصاً غير لبنانيين". وأضاف ان المعلومات التي قدمها جهاز الاستخبارات الاسبانية "سي ان اي" تفيد ان هذه الخلية تلقت "دعم عناصر مرتبطة بمنظمات ارهابية محلية". واورد جهاز الاستخبارات الاسباني في هذا الصدد "منظمتين جهاديتين لبنانيتين"، كما نقل الوزير متجنباً تسمية هاتين المنظمتين.
وكان ستة جنود من الكتيبة الاسبانية، هم ثلاثة اسبان وثلاثة كولومبيين، قتلوا في انفجار سيارة مفخخة بـ"50 كيلوغراماً من المتفجرات فجرت من بعد على الارجح" لدى مرور آلية عسكرية مصفحة للجنود الدوليين، كما أوضح الوزير نفسه. وفتح القضاء الاسباني تحقيقاً في الحادث انطلاقاً من مبدأ معتمد في اسبانيا يتيح لمحاكم هذا البلد ملاحقة المسؤولين عن أي جريمة يقع ضحيتها اسبان في أي مكان من العالم.
سولانا: ترابط
وأمس لمح الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الى ان ايران قد تكون لها صلة بسيطرة حركة المقاومة الاسلامية "حماس" على قطاع غزة والهجمات التي استهدفت الجيش اللبناني والقوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان في الآونة الاخيرة. لكن سولانا الذي يقود مساعي اعادة ايران الى طاولة المفاوضات في شأن برنامجها النووي، لم يصل الى حد توجيه اتهام مباشر الى طهران، بيد انه قال انه لا يمكن التعامل مع هذه الحوادث بمعزل بعضها عن البعض. وقال خلال مؤتمر عن الشرق الاوسط تستضيفه الكتلة الاشتراكية في البرلمان الاوروبي في بروكسيل: "لا يمكن النظر الى ما حدث في غزة بمعزل عما حدث في لبنان... هناك جماعات جديدة في المخيمات الفلسطينية، وحقيقة ان القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" تعرضت لهجوم للمرة الاولى لا يمكن التعامل معها بمعزل عن ذلك". ولاحظ انه على رغم ان الهجوم بسيارة مفخخة نفذته "قوة لا نعلمها" فإنه "سيكون من السذاجة الا نرى ان هذا جزء من نهج دولي". واضاف: "شخص اعرفه جيداً هو علي لاريجاني، قال: نحن نؤيد حماس"، في اشارة الى امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني وكبير المفاوضين في شأن الملف النووي الايراني الذي ادلى بهذا التصريح في مقابلة مع مجلة "نيوزويك" نشرت الشهر الماضي. وخلص سولانا الى ان "كل هذه الامور مرتبطة بعضها بالبعض ولم تحدث مصادفة او بمعجزة. لقد كانت مدبرة على الارجح... سيكون من الصعب فهم ذلك من غير ان نرى لاعبين اقليميين مهمين آخرين وراء ذلك".
السعودية
في غضون ذلك، اكدت المملكة العربية السعودية امس وقوفها مع الشرعية اللبنانية وحذّرت من "ضغوط وتدخلات خارجية" تعوق عمل المؤسسات الدستورية والشرعية ومن "اخطار تحف بالقيادات اللبنانية".
وقال بيان لمجلس الوزراء السعودي عقب جلسته الاسبوعية التي انعقدت في الرياض امس ان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز اطلع المجلس على ما تم في لقائه والرئيس فؤاد السنيورة "وما عرضه رئيس الوزراء اللبناني حول تطورات الساحة اللبنانية، وما يتعرض له لبنان الشقيق من ضغوط وتدخلات تعوق عمل المؤسسات الشرعية الدستورية في لبنان ومن اخطار تحف بالقيادات اللبنانية السياسية والاعلامية".
اضاف البيان ان "المجلس اكد حرص المملكة ووقوفها بجانب الشرعية اللبنانية واستقلالية القرار الوطني اللبناني واستقرار لبنان وامنه".
السفير
فريق لبناني دولي يتسلم الملف ... والجيش و«الطوارئ» يحبطان محاولة بحرية لاستهداف الألمان
«السـفير» تنشر أبرز نتائج التحقيق في الاعتداء على «اليونيفيل»:
«مجموعة سلفية» تحاول تقديم أوراق اعتمادها ... إلى «القاعدة»!
محمد بلوط
باريس :
علمت «السفير» استناداً إلى مصادر استخباراتية أوروبية متابعة للتحقيق في قضية الهجوم الذي تعرضت له دورية اسبانية في القطاع الشرقي من الجنوب اللبناني، يوم الأحد في الرابع والعشرين من حزيران المنصرم، وأدت إلى مقتل ستة جنود إسبان، أن الجانبين الدولي واللبناني قد توصلا في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة «إلى خيوط جدية قد تساعد في الكشف عن هوية منفذي هذا الهجوم الإرهابي الأول من نوعه الذي تتعرّض له «اليونيفيل» منذ انتشارها في الجنوب اللبناني في أعقاب «حرب تموز»، في الصيف الماضي.
وقالت المصادر التي كانت على تواصل مباشر مع أجهزة الاستخبارات ومكافحة الارهاب الإسبانية (يوجد ممثلان للجهازين في بيروت بالاضافة الى محقق قضائي)، إن الجيش اللبناني، استطاع الى حد كبير تقديم معطيات ومعلومات تفيد بأن مجموعة أصولية (سلفية) هي التي نفذت الهجوم المذكور، وإن عملية رصد واسعة النطاق تتمّ حالياً لعناصرها الذين أتوا من خارج منطقة جنوب الليطاني من أجل التنفيذ، ولكنهم استعانوا، قبل ذلك، على الارجح، بعناصر محلية في عملية الاستطلاع والتحضير للهجوم الذي استمر التحضير له فترة طويلة وسبقته محاولات أخرى لاستهداف وحدات أخرى في «اليونيفيل».
وتقاطعت هذه المعلومات مع ترجيح وزير الدفاع الإسباني خوسيه انطونيو ألونسو، أمس، (مدريد ـ «السفير») أن يكون منفذو العملية الارهابية في سهل الخيام «إرهابيون غير لبنانيين»، وأكد خلال مثوله بناء على طلبه أمام لجنة الدفاع في البرلمان الأسباني، أن المعلومات التي قدمها جهاز الاستخبارات الإسباني تفيد ان هذه المجموعة تلقت «دعماً من عناصر محلية مرتبطة بمنظمات إرهابية جهادية محلية».
وأكد ألونسو أن جهاز الاستخبارات الإسباني (سي ان اي) حسم أن العبوة التي وضعت في السيارة المفخخة تزن خمسين كيلوغراماً من المواد الشديدة الانفجار وأن التفجير تم عن بعد (لاسلكياً).
وأورد جهاز الاستخبارات الإسباني أن «منظمتين جهاديتين لبنانيتين» بات مشتبهاً بتورطهما في العملية رافضاً تحديدهما.
وأبلغ وزير الدفاع الإسباني النواب الإسبان الذين ركزوا أسئلتهم خلال الاستجواب حول مسؤوليته عما جرى وكيفية تفادي تكرار الهجوم أن موضوع تزويد الآليات الإسبانية في «اليونيفيل» بأجهزة تتضمن موجات لاسلكية للتشويش وكشف العبوات اللاسلكية، «لن ينفع في حال تعرّض وحداتنا لهجمات سواء عبر التفجير السلكي (الكابل) أو عن طريق الألغام أو العمليات الانتحارية».
وفيما رفضت مصادر أمنية لبنانية التعليق على المعلومات الأوروبية والإسبانية، اكتفت بالقول لـ«السفير» إنه تم تشكيل لجنة تنسيق ثلاثية تضم مساعد قائد قوات «اليونيفيل» وأحد ضباط الوحدة الإسبانية (مع فريق من الاستخبارات ومكافحة الإرهاب والقضاء الإسباني) ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد وضابطين لبنانيين هما قائد الشرطة القضائية العميد نبيل الغفري ومدير مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العقيد اسماعيل ابراهيم.
وحسب المعلومات فإن اجتماعاً أولياً عقد قبل أيام في مكتب المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا شارك فيه ممثلون عن الجهات الثلاث، وترافق مع قيام «اليونيفيل» والإسبانيين والقضاء العسكري اللبناني الذي عاين المكان مباشرة (القاضي فهد والقاضي جورج رزق)، وكذلك الأجهزة العسكرية والأمنية بتحقيقات ميدانية وتم بعدها رفع تقارير للمراجع المحتصة تبين أنها تتقاطع في جزء كبير من المعطيات الأولية.
واعترفت المصادر الاستخباراتية الأوروبية بأنه في الأيام الأولى للحادث ساد اعتقاد في أكثر من عاصمة أوروبية وخاصة في مكاتب الأمن ومكافحة الإرهاب في المفوضية الأوروبية بوجود علاقة لـ«حزب الله» بالتفجير بشكل أو بآخر، لكن المعطيات المتلاحقة من جهة والتحليلات والمعلومات الاستخباراتية من جهة ثانية، أديا إلى استبعاد هذا الاحتمال، وجاء تعاون «حزب الله» على الارض ليعطي مصداقية أكبر له، خاصة وأن قيادته السياسية والأمنية أبلغت «اليونيفيل» والأمم المتحدة أن الاعتداء يستهدف «حزب الله» واستقرار الجنوب اللبناني أولاً.
وقالت المصادر إن الجيش اللبناني قدّم عبر جهازه المخابراتي في وزارة الدفاع في بيروت وفي الجنوب، معلومات استخباراتية قيّمة جداً قبيل وقوع الحادث، خاصة في ضوء التهديدات التي أطلقتها «القاعدة» بلسان الرجل الثاني فيها أيمن الظواهري (مرتان) وكذلك من خلال التحقيقات مع عناصر من «القاعدة» و«فتح الإسلام» ومجموعات أصولية أخرى أفضت كلها إلى أن «اليونيفيل» قد تتعرّض لعمل إرهابي ما.
وأضافت المصادر أن الجيش اللبناني استطاع بالتعاون مع «اليونيفيل» قبل فترة زمنية من إفشال خطة كانت تقضي بالتعرض لأحد البوارج الألمانية في عرض البحر، وأن عملية رصد دقيقة قام بها الجيش اللبناني أدت الى اكتشاف عناصر مجموعة إرهابية كانوا يقومون في إحدى النقاط البحرية (على الأرجح مخيم نهر البارد)، بأعمال تدريب على الغطس بالتعاون مع مدربين محترفين وتم اتخاذ تدابير وضعت حداً للهجوم المذكور من دون الخوض في التفاصيل.
وأضافت أن الجيش اللبناني كان قد راجع أكثر من مرة قيادة «اليونيفيل» (الجنرال الفرنسي آلان بيللغريني) حول الاحتمالات والأهداف، خاصة بعد أن وضعت «اليونيفيل» سيناريوهات لاحتمالات تعرض سياراتها أو دورياتها لهجمات إرهابية على الطريق الساحلي الجنوبي، وتحديداً في منطقتي وادي الزينة وصيدا، وأن الجيش دعا إلى الأخذ بالحسبان احتمال أن تتعرض «اليونيفيل» لهجوم في إحدى مناطق النفوذ الاساسية لـ«حزب الله» في منطقة جنوب الليطاني بهدف ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد («اليونيفيل» و«حزب الله» والجيش اللبناني).
واللافت للانتباه هو توقف المصادر الاستخباراتية الأوروبية تفصيلياً عند المكان الذي استهدفت فيه الدورية الإسبانية، من حيث طبيعته الجغرافية ومن حيث تعقيده الديموغرافي (قرى شيعية ومسيحية) وفي قطاع (الشرقي) يكاد يكون الأكثر تنوعاً طائفياً (أيضاً سنة في العرقوب ودروز في حاصبيا)، وقالت إن من اختاره «إنما اختار مكاناً ملتبساً ولعل قبضة «حزب الله» فيه تكون الأشد رخاوة بالمقارنة مع بعض المناطق الجنوبية الصافية طائفياً ومذهبياً».
وأكدت المصادر أن قوات «اليونيفيل» استخلصت العبر من الحادث وهي أعادت تقييم حركتها وبعض الأنشطة التي ربما تكون سهّلت عملية استكشاف دورياتها.
ورداً على سؤال لـ«السفير»، قال الناطق الرسمي السابق باسم «اليونيفيل» تيمور غوكسيل العائد لتوّه من إسبانيا إنه يدور نقاش في اسبانيا حول قصور في المعلومات الاستخباراتية وهو مصدر الحماية الحقيقية وليس الإجراءات الأمنية الاحترازية وحسب، خاصة أنه سبقت الهجوم في هذه المنطقة المختلطة، تهديدات كثيرة.
وأضاف أن عملية من هذا النوع تؤدي وظيفة «البروباغندا المسلحة»، والفاعل على ما يبدو يحاول التموضع وتقديم اوراق اعتماده على الخريطة الإرهابية في لبنان، وقال «هذه البروباغندا (الدعاية) تفيد المعتدين في استقطاب الأموال والمؤيدين لهذا النوع من الأعمال وكأنه طلب علني للانضواء في مجموعة أكبر»، واستبعد تورط «حزب الله» قائلاً إنه «أذكى من أن يقال إنه تورط في عملية ستوجه أول أصابع الاتهام إليه».
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي بارز لـ«السفير» إنه يؤيد النظرية التي تقول بأن «القاعدة» غير متورطة مباشرة لسببين أولهما أنه في معظم الحالات كان هذا التنظيم يعلن مسؤوليته بشكل واضح والسبب الثاني هو عدم تبلور هيكلية واضحة لـ«القاعدة» في لبنان حتى الآن، ذلك أن هناك مجموعات متفرقة في لبنان ودول أخرى تعمل تحت مظلة «القاعدة» العامة من دون أن تكون مؤتمرة بأوامر التنظيم المركزية مباشرة.
كوسران إلى بيروت
اليـوم مجـدداً
من جهة ثانية، قالت مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية لـ«السفير» إن مدير المخابرات السابق جان كلود كوسران سيصل إلى بيروت اليوم موفداً من وزير الخارجية برنارد كوشنير من أجل توجيه دعوات رسمية الى القيادات اللبنانية السياسية والمدنية التي ستشارك في الملتقى الحواري في باريس في منتصف هذا الشهر. يذكر أن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تلقى، مساء أمس، اتصالاً هاتفياً من كوشنير أبلغه خلاله بأن كوسران سيتوجه اليوم الى بيروت.
وأشارت المصادر الفرنسية الى أن العنصر الأهم في الدعوة الى الحوار أن «حزب الله» سيكون موجوداً على الطاولة اللبنانية في باريس بدعوة رسمية من الحكومة الفرنسية، وهذه نقطة في مصلحة الحزب ويجب أن يتعامل معها بصورة جدية.
وأوضحت المصادر أن اللقاء الذي عقد بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة اتسم بالصراحة، وخاصة عندما تم التطرق إلى موضوع «حزب الله» حيث شدّد رئيس الحكومة اللبنانية على أن «حزب الله» يمثّل فئة لبنانية كبيرة، وذلك في مواجهة المنطق الأميركي الضاغط على أوروبا، وخاصة على الفرنسيين، من أجل تبديل موقفهم الرسمي من «حزب الله» وصولاً الى وضعه رسمياً على لائحة المنظمات الارهابية.
ونقلت المصادر عن ساركوزي تأكيده أكثر من مرة للسنيورة أن فرنسا ستستمر بسياستها الداعمة للبنان